بني: أذكر أني قرأت فيما قرأت أن بعض الأنام يوظفوا البيان لجاما للسان. ولكنى خبرت سواد الأنام يوظفوا اللسان عِوض للبيان.
لذا وجب أن يكون نهج حديث التاجر بسطاً على نقيض أعمال بني الإنسان، ونهجه ما يلي:
ينبغي لك من القول ما ينفعك.
وأمتنع بما يخرج من فيك.فإنك ما سكتَّ سالم.
إن حَدّث التاجر قبل أن يتفكّر وتجاوز لسانه ما ينفع أورثه حديثه منازل المحاكم و الفقر والأول باب الثاني. لذا توجد لدي إدارة قانونية تُكلّفُ الكثير ولكن تقيني شرور المحاكم.
قد يطيب الحديث مع فتاتك في الرحلات بينما تقطف لها الأزهار أو مع أصدقاؤك في مجالس الطعام. لكن في العمل اجعل عباراتك مقتضبة.تخلى عن المقدمات والتَّكَلُّف وابتعد عن الإطناب. لتكن عظتك قصيرة فتأسر الملول ولا يمل الصبور. دع الحمقى يبدؤون والنساء يختمن الحديث. فدائما ما يكون السمين في قلب الشطيرة ولا يضير قليل من زبد الحواف لمن أحبه.
تذكر دوما، إنه أيسر من أن تكون حكيما أن تبدو حكيما. أصغي لمُحَدِّثُكَ و ليكن حديثكُ موجزا عنه. من سَمِعَ سلم ولم يفصح عن مكنون نفسه وأغبط مُحدِّثهُ. أعط للرجل آذان صاغية وللنساء ما يكفي من أوراق ستجدهم يفشون ما يعرفون. المال فصيح بذاته ،إن لم يلجم صاحبه لسانه أبدل فصاحته وقاحة. والفقر صريح ،أيضا لكن لا أحد يحب تصريحاته.